القائمة الرئيسية

الصفحات

رحيل الأمير الوليد بن خالد بن طلال بعد غيبوبة دامت 18 عامًا.. لحظة وداع مؤثرة

 

الرياض - الكون بزنس


في مشهد يفيض بالحزن والإيمان، أعلن الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وفاة نجله الأمير الوليد بن خالد، بعد سنوات طويلة قضاها في غيبوبة أثارت مشاعر السعوديين والعالم العربي، وتحولت قصته إلى رمز للصبر والإيمان.


كتب الأمير خالد بن طلال في تغريدة حزينة تنضح بالإيمان والتسليم لقضاء الله: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي... بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم".


هذه الكلمات جاءت محمّلة بالحزن، لكنها في ذات الوقت مفعمة بالإيمان واليقين، لتُعبر عن عمق الفقد الذي يعيشه الأب، ومعه كل من تابع حالة الأمير الوليد عن قرب طيلة سنواته في الغيبوبة.


الأمير الوليد، الذي لُقِّب بـ"الأمير النائم"، ظل في غيبوبة منذ أكثر من 18 عامًا، إثر حادث مروري مروّع في عام 2005 أثناء دراسته بالكلية العسكرية. وقد حظيت حالته باهتمام واسع داخل المملكة وخارجها، إذ كان والده يرفض نزع الأجهزة عنه، مؤمنًا بأن الله وحده القادر على إحياء ما مات في نظر الطب.


لقد شكلت قصة الأمير الوليد ملحمة إنسانية حقيقية، تجسدت فيها أسمى مشاعر الأبوة، وثقة مطلقة بقدرة الله عز وجل. وكان يتصدر اسمه محركات البحث على فترات، كلما ظهرت مؤشرات أو مقاطع فيديو تُظهر استجابة بسيطة منه، ما أثار تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.


فور إعلان نبأ وفاة الأمير الوليد، غمرت مشاعر الحزن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من السعوديين عن حزنهم العميق وتعازيهم القلبية لأسرة الأمير خالد بن طلال. تصدر وسم #الأمير_الوليد_بن_خالد قائمة التريند في السعودية، حيث استعاد المغردون صوره وفيديوهاته، وعبّروا عن حزنهم لفقد "الأمير النائم" الذي أصبح جزءًا من الذاكرة الجماعية.

ومن الجدير بالذكر أن القلوب لم تحزن لفقد شخصية ملكية فحسب، بل لشاب شكلت قصته إلهامًا للكثيرين في الصبر والرضا بقضاء الله. وكان كثيرون يرون فيه رمزًا للصبر الطويل، وحالة إنسانية استثنائية تستحق الدعاء والتقدير.

عرفت أسرة الأمير خالد، وخصوصًا والدته الأميرة الجليلة، بثباتها طوال السنوات الماضية، رغم الألم الكبير. وكانت تظهر في مقاطع تُظهر دعمها الدائم، وترديدها الدعاء لشفاء ابنها، وهو ما زاد من محبة الناس وتعاطفهم معها. وقد عبّر كثيرون عن إعجابهم بإيمان الأسرة واحتسابها للأجر، مؤكدين أن الأمير الوليد لم يكن "نائمًا" فقط، بل كان حيًا في القلوب والدعوات.

برحيل الأمير الوليد بن خالد بن طلال، تُطوى صفحة مؤثرة في حياة السعوديين، لكنها تظل حية في الذاكرة الجمعية كشاهد على وفاء الأسرة وإيمانها. سيبقى الأمير الوليد رمزًا لصبر الوالدين، وأيقونة إنسانية تحدثت عنها الألسن وتناقلتها القلوب.


author-img
المساهمة في تطوير المجتمع والشباب ورفد الطاقات والتركيز على ريادة الاعمال و تعميق مفهوم لدى الشباب المعاصر.

تعليقات